ضوابط صحية في صيام مرضي اضطرابات نظم القلب
يعد اضطراب نظم القلب من أكثر أمراض القلب شيوعا حيث إنه قد ينشأ عن أمراض قلبية أخري( مثل قصور الشرايين التاجية الحمي الروماتيزمية ضعف وتمدد عضلة القلب التضخم غير المتناظر لحاجز القلب).
أو أمراض عامة أخري( مثل زيادة إفراز الغدة الدرقية أو اعتلال وظائف الكلي والكبد) كما أن هذه الاضطرابات قد تكون سببا لأمراض قلبية أو غير قلبية أخري( مثل هبوط كفاءة عضلة القلب وجلطات الأوعية الدموية الطرفية والمركزية).
وعن أنواع اضطرابات نظم القلب وطرق علاجها, تقول الدكتورة مرفت أبوالمعاطي أستاذ القلب في طب عين شمس واستشاري كهروفسيولوجية القلب ومنظمات القلب الصناعية تتعدد اضطرابات نظم القلب من حيث منشأ هذه الاضطرابات ومن حيث معدل نبض القلب بالسرعة أو البطء.
كذلك هناك مرضي تم تركيب لهم أجهزة بالقلب مثل منظمات القلب أحادية أو ثنائية الحجرة أو تركيب صادمات القلب الداخلية وبالنسبة لصيام هذه الحالات توضح د. مرفت أبوالمعاطي ان مرضي تسارع نبض القلب فوق البطين, إذا كانت النوبات تحدث بصورة غير متكررة( مرة كل شهر أو أكثر) فيسمح لهؤلاء المرضي بالصيام, ولكن عند حدوث النوبات فعلي المريض أن يفطر, حيث أن تسارع نبضات القلب قد يؤدي إلي حدوث هبوط حاد بالدورة الدموية, ومن ثم يجب البدء فورا باستعادة النبض الطبيعي للقلب, وذلك بمحاولة حث العصب الحائر عن طريق كتم التنفس أو حبسه وعدم اخراجه ثم دفعه لأسفل( الحزقة) أو تناول العلاج المقرر له أو التوجه إلي المستشفي واستشارة الطبيب المختص كما يمكن للمريض في اليوم التالي متابعة الصيام إذا كانت حالته الصحية تسمح بذلك ويمكن أيضا أن توزع أوقات تناول الأدوية المقررة له في الفترة ما بين الإفطار وحتي السحور ومما هو جدير بالذكر أن خضوع هؤلاء المرضي لإجراء الدراسة الكهروفسيولوجية وكي هذه البؤر النشطة يخلعهم نهائيا من تسارع نبض القلب بنسبة تصل لأكثر من95% في أغلب الحالات خاصة وأن خطورة حدوث مثل هذا التسارع تتعاظم في السيدات الحوامل مما قد يؤدي إلي حالات إغماء كاملة ناتجة عن هبوط بالدورة الدموية مما قد يسبب أضرارا للأم والجنين.
أما المرضي الذين سبق لهم تركيب منظمات للقلب أحادية وثنائية الحجرة إذا لم يكن لدي هؤلاء المرضي أمراض قلبية أو غير قلبية أخري كضعف عضلة القلب أو الفشل الكلوي وخلافه فيصرح لهم بالصوم كما يجب التنبيه عليهم بعمل متابعة دورية للمنظمات للتأكد من كفاءة عمل المنظم كل ثلاثة أشهر.
والمرضي الذين سبق لهم تركيب صادمات القلب الداخلية ويمكن تقسيم هؤلاء المرضي استنادا إلي السبب المؤدي إلي تركيب الصادمات إلي نوعين من المرضي. النوع الأول: وهم الذين يعانون من قصور بالشرايين التاجية صاحبة هبوط بعضلة القلب وهؤلاء يصرح لهم بالإفطار في رمضان نظرا لحالتهم المرضية الحرجة لحاجتهم لتناول العقاقير الطبية في مواعيد منتظمة.
والنوع الثاني مثل مرض التضخم غير المتناظر لحاجز القلب أو مرضي لديهم خلل في وظائف القنوات وهؤلاء يمكنهم الصوم في رمضان, أما عند حدوث نوبة تسارع بطيني فسيقوم الجهاز بإعطاء صدمة كهربية للمريض فإذا لم يستفق منها مباشرة أو تكررت الصدمات مما يعني عدم استقرار حالته الصحية أو حدوث مضاعفات تستوجب استمرار العلاج الطبي فعلي المريض أن يفطر حتي تستقر حالته ثم يمكنه متابعة الصوم بعد ذلك أو كما يشير الطبيب المعالج.
والمرضي الذين سبق لهم تركيب منظم للقلب ثلاثي الحجرات لإعادة التزامن القلبي, وهم عادة مرضي يعانون من ضعف شديد وتمديد بعضلة القلب فإذا صرح للمريض بالعودة إلي أنشطته اليومية بصورة طبيعية فيسمح له بالصوم علي أن يلتزم بالراحة حتي موعد الإفطار وعدم الخروج في أثناء نهار رمضان لما يمثله الصوم من إجهاد علي هولاء المرضي أما إذا لم ينصح المريض بالعودة إلي أنشطته السابقة فلا يسمح له بصيام رمضان لما يشكله من خطورة علي حالته الصحية.
أن المرضي المصابين بحالات الإغماء الناتجة عن زيادة نشاط العصب الحائر أو اضطراب الاتزان العصبي اللإرادي ويسمح لهؤلاء المرضي بالصوم علي أن يتجنبوا الخروج في أثناء نهار رمضان خاصة فترات الحر الشديد الذي نعاني منه الآن وكذلك ينصح بالإكثار من تناول الأطعمة المملحة والسوائل أثناء الإفطار وفي حالة إذا ما تعرض المريض لحالة إغماء أثناء الصيام فيجب رفع القدمين لأعلي وإمالة الرأس لمستوي منخفض عن القدمين لضمان وصول الدم إلي المخ كإسعاف عاجل في هذه الحالة ثم استشارة الطبيب المعالج.
و المرضي الذين خضعوا لعمليات الكي للبؤر النشطة, فهؤلاء يمكنهم صوم رمضان, حيث بلغت نسبة الشفاء في هذه الحالات أكثر من59% بل يمكنهم أن يمارسوا أنشطتهم اليومية بصورة طبيعية. وتنصح د. مرفت أبوالمعاطي بإتباع الآتية:
1 ـ تجنب ملء المعدة بالإكثار من الطعام بل يفضل أن يتناول المريض وجبات صغيرة علي فترات متكررة.
2 ـ يصرح للمرضي بالقيام بصلاة التراويح إذا كانت حالته تسمح بذلك أو كما يري الطبيب المعالج.
3 ـ إذا سمح للمريض بالصوم فيمكنه توزيع مواعيد تناول الأدوية في الفترة ما بعد الإفطار وقبل الفجر.
4 ـ استشارة الطبيب المعالج فورا عند حدوث أي تعب أو إرهاق أثناء الصيام.