شبكة النبأ: يؤكد المختصون في مجال المناخ والتغيرات الطبيعية، أن على الجميع الشعور بالقلق الحقيقي جراء تفاقم الواقع المناخي للكرة الأرضية وسط إهمال متزايد ومتعمد من قبل الدول الصناعية الكبرى والشركات المساهمة بشكل رئيسي في زيادة ظاهرة الانبعاث للغازات الملوثة والاحتباس الحراري والجفاف التي تحولت إلى موجات تغزو الأرض بين الحين والأخر وتؤثر على انكماش النباتات وانقراض الحيوانات وتغير خارطة الطبيعة بمرور الوقت. والغريب في الأمر –بحسب الخبراء والعلماء- إن هناك العديد من الإشارات المرسلة من قبل الشركات الكبرى، ومن خلال سائل الإعلام المختلفة، لغرض الإنكار أو التقليل من حجم المشاكل التي تعاني منها الأرض وسكانها نتيجة التلوث الكبير الذي حدث على يد هذه الشركات وعدم إدراجها ضمن سلم الأولويات العالمي. موجات تهدد الأرض فموجات حر أكثر حدة في أوروبا وجفاف مطرد في إفريقيا وانغمارات أكثر اكتساحا وتدميرا في الجزر، من المتوقع أن تتزايد الحوادث "القصوى" نتيجة الاحترار المناخي مع تباينات مناطقية شديدة، بحسب تقرير نشر مؤخر، والوثيقة التي أعدتها مجموعة الخبراء من منظمات حكومية دولية حول تغيير المناخ (جييك) والتي نوقشت في أوغاندا، تعتبر الدراسة الأكثر شمولية ودقة حتى يومنا هذا في ما يتعلق بمحاولة قياس التأثير المحتمل للاحترار على حدة ووتيرة الأحداث المناخية القصوى، ووفقا لأسوء السيناريوهات التي وضعتها هذه الهيئة المرجعية حول المناخ، قد تصبح بعض المناطق "غير قابلة لاستقبال السكان"، وتوضح "إذا ما وقعت كوارث بوتيرة متكررة مع حدة أكبر أو فقط كوارث أكثر حدة، سوف تصبح بعض المناطق أكثر فأكثر غير قابلة للعيش أو البقاء على قيد الحياة"، تضيف الوثيقة أنه "في بعض الحالات، سوف تتحول الهجرة إلى دائمة وقد تؤدي إلى ضغوطات جديدة على مناطق استقبال (النازحين) كالجزر مثلا". وكشف عن النسخة النهائية ل"ملخص صناع القرار" في كامبالا، بعد لقاء في العاصمة الأوغندية، وذلك قبل أيام على افتتاح قمة الأمم المتحدة السنوية حول المناخ المتوقعة من 28 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 9 كانون الأول/ديسمبر في دوربان (جنوب إفريقيا)، وفي ما يتعلق بهذا الموضوع الحساس الذي يقاربه علماء المناخ دائما بحذر، فإن المراجعة الشاملة لآلاف الدراسات الحديثة، تخلص إلى أن التغير المناخي سوف يزيد من وتيرة وحدة موجات الحر والطوفانات والأعاصير والجفاف، لكن ذلك لن يطال كافة المناطق بالحدة نفسها ولا بالطريقة ذاتها، بحسب ما يلفت العلماء، إلى ذلك، تشدد الوثيقة على أن حساسية المناطق المأهولة مرتبطة بالدرجة نفسها (إذا لم يكن أكثر) بدرجة التهيؤ وكذلك بالقدرة على الإتيان بردود فعل، كما بالأحداث الطبيعية القصوى نفسه، وتبدو أوروبا الشرقية مهددة بشكل خاص بموجات الحر، لا سيما المناطق الواقعة بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط، وقد يكون صيف العام 2003، عندما أدى ارتفاع درجات الحرارة الكبير إلى 70 ألف حالة وفاة إضافية على مستوى القارة، ليس سوى موسم صيف "معتدل" يسجل ابتداء من منتصف القرن الواحد والعشرين، بحسب ما تقدر مجموعة الخبراء من منظمات حكومية دولية حول تغيير المناخ في وثيقتها. بحسب فرانس برس. وقد ارتفعت الحرارة الوسطى لكوكب الأرض حوالى درجة مئوية واحدة خلال القرن الماضي. ويتوقع العلماء ارتفاعا إضافيا يقدر ما بين درجة واحدة وخمس درجات بحلول العام 2100، وذلك وفقا لمستوى انبعاثات غازات الدفيئة، وتشير الوثيقة إلى أنه يتوجب على الولايات المتحدة والكاريبي مواجهة أعاصير قد تكون أكثر اكتساحا وتدميرا نتيجة الرياح والأمطار التي سوف تشتد أكثر، وفي الجزر الصغيرة، يأتي ارتفاع مستوى مياه البحار كتهديد رئيسي، فهو الذي يتسبب بتعرية السواحل وتلوث المياه الجوفية وخسارة الأراضي الزراعية، وفي حال هبوب العواصف يتسبب بارتفاع خطر الانغمار، وهذه التأثيرات القابلة للقياس منذ الآن، "من المحتمل جدا" أن تسوء أكثر فأكثر على مر الزمان، ويرى الملخص غير النهائي للوثيقة أنه "في بعض الحالات، قد يكون من الضروري التفكير مليا بعملية إخلاء مستمرة"، وفي غرب إفريقيا تنبئ النماذج المناخية أكثر بالجفاف، في المناطق حيث سبق وتفشى سوء التغذية، في جنوب إفريقيا وفي جنوب شرق إفريقيا، يتوقع العلماء مضاعفة في وتيرة العواصف العنيفة، وفي شرق القارة، سوف تصبح موجات الحر الاستثنائية أكثر حدة، ومن المتوقع أن يساهم هذا التقرير في ما سوف يتضمنه التقرير الشامل الخامس لمجموعة الخبراء من منظمات حكومية دولية حول تغيير المناخ (جييك) المتوقع صدوره في العام 2014، وكان آخر تقارير المجموعة قد صدر في العام 2007. شركات تموّل إنكار الاحتباس الى ذلك أشار تقرير صحفي إلى أن مجموعة من الشركات الكبيرة العاملة في قطاعات النفط والطاقة والصناعة تقف خلف تكوين جماعات ضغط "لوبيات،" تتولى قيادة حملة التشكيك في نظريات الاحتباس الحراري، ولفت التقرير إلى أن الخلاف حول هذه الملف انتقل إلى الحقل السياسي الأمريكي، بحيث بات يندر وجود قيادي بالحزب الجمهوري على استعداد للإقرار بالظاهرة، ونقل تقرير نشر مؤخراً عن عالمي الاجتماع، ريلي دانلوب، من جامعة أوكلاهوما، وآرون ماكرايت من جامعة ميتشيغن بالولايات المتحدة قولهما إن هذا التشكيك في ظاهرة الاحتباس الحراري ناتج عن "عمل مجموعات محافظة وشركات عملاقة على خلق حالة من الإنكار" لنتائج الأبحاث العالميةْ، وأضاف دانلوب وماكرايت في فصل عملا عليه بشكل مشترك ضمن كتاب لجامعة أوكسفورد حول التبدلات المناخية أن من يتولى التشكيك بظاهرة الاحتباس الحراري هم مجموعة من العلماء الذين يحبون الإدلاء بأفكار تخالف الاتجاه العام وشركات النفط والطاقة التقليدية ومراكز أبحاث تنتمي إلى تيارات فكرية محافظة، وكتب دانلوب وماكرايت، "الضربات الموجهة (ضد نظرية الاحتباس الحراري) جاءت من قبل جهاز منظم ومعقد هدفه نشر حالة من الإنكار". بحسب سي ان ان. ووجه العالمان أصابع الاتهام إلى مجموعة من الجهات المحددة في الولايات المتحدة، بينها شركة "أكسون" العملاقة للنفط، و"بيابدي" للطاقة، وهي أكبر شركات الفحم الحجري في العالم، إلى جانب جماعات صناعية وتجارية تقليدية، مثل غرفة التجارة الأمريكية، و"الإخوة كوخ"، وأضافا أنه بعد صدور المعلومات المشككة في نظرية الاحتباس الحراري تقوم مجموعات فكرية بالترويج لها، مثل "معهد كاتو" و"أمريكان انتربرايز،" ومن ثم نقلها إلى شبكات إعلامية على التلفزيون والانترنت لتسويقها أمام الرأي العام، وبحسب ما كتبه دانلوب وماكرايت فإن شركات النفط والطاقة التي لا ترغب في صدور قوانين للحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري تقوم حالياً بتطبيق نفس الاستراتيجيات التي سبق أن طبقتها شركات التبغ ضد حملات وقف التدخين. تراجع غير مسبوق في سياق متصل أشار علماء من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، إلى تراجع كبير وغير مسبوق، في طبقة الأوزون فوق القطب الشمالي، أثناء فصل الشتاء الماضي، وقال مايكل سانتي، عالم الغلاف الجوي في "مختبر الدفع النفاث" التابع لناس، "لم نشهد من قبل، مثل هذا النوع من الظاهرة بالقطب الشمالي"، مضيفاً أنه على الرغم من أنه صغير نسبياً، "لكن مساحة فقدان الأوزون تصل لنحو 60 في المائة من حجم ثقب الأوزون النموذجي"، وعزا علماء من 19 معهد دولي مختلف، في دراسة جديدة نشرت في دورية "الطبيعة"، الظاهرة، إلى تدني درجات الحرارة لفترات طويلة، وبشكل استثنائي، في طبقة الستراتوسفير، وهي طبقة واقية تحمي سطح الأرض من الأشعة الضارة، وأضاف سانتي، "ذات العملية المدمرة لطبقة الأوزون في القطب الجنوبي، من كلور ومواد أخرى من صنع الإنسان، تحدث أيضاً هنا، لكنها لم تصل إلى هذا المستوى على الإطلاق"، وتعمل طبقة الأوزون على منع مرور الإشعاعات الضارة والسامة إلى الغلاف الجوي للأرض. بحسب سي ان ان. والعام الماضي، ذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من المستويات الضارة للأشعة فوق البنفسجية، ستتعافى إلى حد كبير بحلول منتصف القرن، بفضل الجهود الدولية، وبحسب التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية فقد حالت الجهود الدولية الرامية إلى حماية طبقة الأوزون، من وقوع خسائر إضافية في الطبقة وأسهمت في الحد من آثار الاحتباس الحراري، وأشار التقرير إلى أن "الأوزون لم يتناقص طوال العقد الماضي، نتيجة وقف إنتاج المواد المستنفدة للأوزون والتي كانت مستخدمة من قبل في الثلاجات وعبوات الضغط، إلا أنه لم يتزايد حتى الآن"، وتوقع أن "تستعيد طبقة الأوزون خارج المنطقتين القطبيتين، الشمالية والجنوبية، مستوياتها التي كانت عليها قبل الثمانينات وذلك قبل منتصف هذا القرن، بينما يتوقع أن يأخذ ثقب الأوزون الربيعي في المنطقة القطبية الجنوبية وقتا أطول". المحيطات تمتص الحرارة فيما وجدت دراسة أميركية جديدة أنه بإمكان المحيطات على الأرض إمتصاص ما يكفي من الحرارة للحفاظ على معدل إحتباس حراري ثابت لعقد من الزمن، وتبيّن للباحثين في (المركز الوطني لأبحاث الجوية) أن طبقات المحيطات التي تنخفض عن 304.8 متراً يمكنها أن تمتص ما يكفي من الحرارة لجعل درجات حرارة الهواء عالمياً ثابتة خلال هذه الفترات، وقد تتواصل هذه المقدرة خلال القرن المقبل، حتى مع تواصل الإتجاه نحو إرتفاع درجات الحرارة عالمي، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة غيرالد ميهل "سنرى أن الإحتباس الحراري سيمر في فترات إستراحة في المستقبل، لكن هذه الفترات ستستمر على الأرجح لعقد من الزمن فقط ليعود الإحتباس للإرتفاع مجدد، لكن هذه الدراسة تظهر سبب عدم إرتفاع درجات الحرارة عالمياً على نحو مستقيم"، وذكر الباحثون أنه مع تواصل زيادة إنبعاث الغازات الدفيئة خلال القرن الحالي، إلا أن درجات الحرارة بقيت ثابتة تقريباً من عام 1998 حتى عام 2010، وتوقّع العلماء أن تكون الحرارة المفقودة دفنت في المحيطات، وقالوا إن "الحرارة لم تختف وبالتالي لا يمكن تجاهله، لا بد وأن يكون لها تداعياتها". بحسب يونايتد برس. انكماش النباتات والحيوانات من جهتهم قال باحثون ان النباتات والحيوانات آخذة في الانكماش بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقلة المياه محذرين من ان ذلك قد تكون له اثار عميقة على انتاج الغذاء مستقبل، وقال ديفيد بيكفورد الاستاذ المساعد في الجامعة الوطنية في ادارة العلوم البيولوجية بسنغافورة ان "أسوأ السيناريوهات، هو انكماش المحاصيل الغذائية والحيوانات بما يكفي لان يكون له تأثيرات حقيقية على الامن الغذائي"، وراجع بيكفورد وزميلته جينيفر شيريدان سجلات الاحفوريات وعشرات من الدراسات التي اثبتت ان انواعا كثيرة من النباتات والمخلوقات مثل العناكب والخنافس والنحل والنمل انكمشت بمرور الوقت فيما يتعلق بالتغير المناخي، واشارا الى تجربة اثبتت كيف ان البراعم والثمار تصبح اصغر بما يتراوح بين ثلاثة و17 في المئة بالنسبة لكل درجة مئوية ترتفع فيها درجة حرارة الارض في تشكيلة منوعة من النباتات، وتؤدي ايضا كل درجة مئوية من ارتفاع الحرارة الى انخفاض يتراوح بين 0.5 واربعة في المئة من حجم جسم المخلوقات اللافقرية البحرية وبنسبة تتراوح بين ستة و22 في المئة من حجم جسم الاسماك، وقالا في وثيقتهما التي نشرت في دورية "تغير مناخ الطبيعة" مؤخراً ان "بقاء الافراد صغار الحجم يمكن ان يزيد مع ارتفاع درجات الحرارة ويمكن ان تؤدي ظروف الجفاف الى نسل اصغر مما يؤدي الى متوسط حجم اصغر"، ويمكن ان تتفاوت الاثار من ان تصبح الموارد الغذائية محدودة بشكل اكبر الى خسارة في اجمالي التنوع البيئ وتراجع مفجع في خدمات النظام البيئي في نهاية الامر"، لم نر تأثيرات واسعة النطاق بعد ولكن مع تغير درجة الحرارة بشكل اكبر فان هذه التغيرات في حجم الاجسام قد يصبح اكثر وضوحا بكثير، بل ويكون له تأثير على الامن الغذائي". بحسب رويترز. الجبال الجليدية في التيبت بدورها نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن باحثين قولهم إن الجبال الجليدية في هضبة التيبت والتي تغذي الأنهر الصينية الرئيسية تذوب بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، وذكر لي تشياونان نائب مدير مكتب مياه الأنهر الثلاثة في مقاطعة تشينغهاي أن ثمانين جبلا جليديا من سلسلة جبال أيمييه ما-تشن حيث ينبع النهر الأصفر (هوانغ) مهددة بالزوال بسرعة كبيرة، وفي منطقة تشينغهاي الواقعة على هضبة التيبت تنبع ثلاثة من أكبر الأنهر في آسيا وهي نهر ميكونغ ونهر يانغتسي والنهر الأصفر، ويشهد متوسط الحرارة في المنطقة ارتفاعا مستمرا منذ نصف قرن وقد بلغ العام الماضي أعلى مستوى له خلال خمسين عام، وفي غضون ثلاثين عاما، اختفت 5،3% من الجبال الجليدية القريبة من منبع يانغتسيه و70% من الجبال الجليدية القريبة من منبع ميكونغ، بحسب الباحثين الصينيين.وقد يؤدي ذوبان الجبال الجليدية على المدى البعيد إلى جفاف مجاري المياه وبالتالي إلى نتائج كارثية بالنسبة إلى مئات ملايين الأشخاص الذين يعيشون في الأحواض السفلى في الصين وفي جنوب شرق آسيا. بحسب فرانس برس. ارتفاع درجة حرارة الارض من جهتها أكدت دراسة جديدة بشأن المناخ نشرت حديثاً مجددا نتائج حالية بشأن ارتفاع درجة حرارة الارض، وساهم متشككون فى ارتفاع درجة حرارة الارض جانبا من تكاليف الدراسة.فقد توصل باحثون في مشروع "بيركلي" لرصد درجات حرارة سطح الارض الي أدلة موثوق بها بأن درجات الحرارة حرارة الكون ارتفعت بنسبة درجة مئوية واحدة في المتوسط منذ منتصف الخمسينيات، كما فند تحليل 6ر1 مليار من سجلات درجات الحرارة تعود لـ200 عام مزاعم المتشككين بشأن تغير المناخ بأن معظم الزيادة في درجات الحرارة ناجم عن وضع محطات المراقبة في مناطق حضرية حيث أن كثرة عدد الطرق والمباني تسبب ما وصف بـ"الجزر الساخنة" في المناطق الحضرية، كما أشارت محطات مراقبة في المناطق الريفية إلى زيادة في درجات الحرارة أيضا طبقا لمجموعة الباحثين، ويماثل متوسط درجات الحرارة سنويا الذي كشف عنه المشروع بشكل كبير تلك التي قدرتها وكالة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) والادارة الوطنية الامريكية للمحيطات والمناخ والهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ. بحسب وكالة الانباء الالمانية. وذكر البروفيسور ريتشارد إيه.مولر رئيس الابحاث العلمية في مشروع بيركلي "أكبر مفاجأة لنا تمثلت في أن النتائج الجديدة اتفقت بشكل كبير مع التقديرات الخاصة بارتفاع درجة حرارة الارض والتي نشرتها فرق أخرى في وقت سابق في الولايات المتحدة وبريطانيا"، وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما قد ضغط على الكونجرس لتبني فرض قيود على الانبعاثات الكربونية المسببة لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض، وشكك عدد من الديمقراطيين والجمهوريين في هذا التهديد مشيرين إلى أن فرض قيود على الانبعاثات الكربونية سيضر أكثر بالاقتصاد المتعثر بالفعل، وكانت الولايات المتحدة والصين اللتان تنتجان 40 بالمئة على الاقل من الانبعاثات الكربونية في العالم قد رفضتا دعم الجهود الدولية لجولة جديدة من القيود، وستقدم المحادثات المقبلة للامم المتحدة بشأن المناخ في مدينة دوربان بجنوب إفريقيا جولة أخرى من المفاوضات أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر المقبلين. ارتفاع نسب ثاني أكسيد الكربون من جهة اخرى سجلت انبعاثات غازات الدفيئة ارتفاعا قياسيا سنة 2010 في العالم، بحسب الأرقام الأخيرة الصادرة عن وزارة الطاقة الأميركية التي تتتبع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، ويقول توم بودن مدير مركز التحاليل الخاصة بثاني أكسيد الكربون التابع لوزارة الطاقة، "تعود أرقامنا إلى العام 1751 إلى ما قبل الثورة الصناعية، ولم نشهد يوما ارتفاعا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قدره 500 مليون طن في سنة واحدة فقط"، وفي العام 2010، ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 6% مقارنة بالعام 2009 أي من 8،6 مليارات طن إلى 9،1 مليار طن، وسجل هذا الارتفاع الناجم عن احتراق الفحم والنفط في الولايات المتحدة والصين والهند التي تعتبر أكثر الدول المسببة للتلوث في العالم، ولكن ارتفاع ملحوظ سجل أيضا سنة 2009 في المملكة العربية السعودية وتركيا وروسيا وبولندا وكازاخستان. بحسب فرانس برس. وشهدت بلدان أخرى انخفاضا في نسبة الانبعاثات بين العامين 2009 و2010، مثل سويسرا وأذربيجان وسلوفاكيا واسبانيا ونيوزيلاند وباكستان، ولكن هذه الحالات استثنائية لأن معظم البلدان الأوروبية شهدت ارتفاعا معتدلا في انبعاثات غازات الدفيئة، ويقول توم بودن إن هذا الارتفاع مرتبط بالانتعاش الاقتصادي البطيء بعد الركود المسجل بين العامين 2007 و2008.وشرح أنه "في ما يتعلق باستهلاك الطاقة، استعادت الشركات نشاطها الصناعي الذي عرفته ما قبل العام 2008، وبما أن الناس استأنفوا السفر، وصلت نسبة الانبعاثات الناجمة عن قطاع النقل إلى مستويات قريبة من تلك المسجلة ما قبل 2008"، ويقول البروفسور جون أبراهام من جامعة سان توماس في مينيسوتا (شمال) إن هذه البيانات "تنذر بالسوء" من الناحة البيئية لأنها "تثبت أنه سيكون من الأصعب تخفيض الانبعاثات جذريا لتفادي أزمة مناخية". مرض النوم بسبب الاحترار المناخي على صعيد مختلف أظهرت دراسة نشرت حديثاً أن مرض النوم قد يصيب عشرات ملايين الأشخاص الإضافيين بحلول نهاية القرن الحالي نظرا إلى أن الاحترار المناخي يؤدي إلى توسيع نطاق ذبابة التسي تسي الناقلة للمرض، وتنقل ذبابة التسي تسي مرض تريبانوزوما الطفيلي من المواشي إلى الإنسان عندما تمتص دمه، ويؤدي المرض إلى اختلاجات ومشاكل في النوم تسبب الغيبوبة والوفاة في حال لم يتم علاجه، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن 75 مليون شخص معرضون حاليا لخطر الإصابة بمرض النوم و70 ألف شخص يصابون به كل سنة في إفريقيا الشرقية والغربية والوسطى، وأجرى باحثون من المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها تحليلا معلوماتيا بالاستناد إلى سيناريوهين وضعهما علماء مناخ ويلحظان ارتفاع الحرارة خلال القرن الحالي من 1،1 إلى 5،4 درجات مئوية بحسب نسبة انبعاثات الكربون. بحسب فرانس برس. ودرسوا نوع المرض الطفيلي الموجود في إفريقيا الشرقية ونوعي الذبابات اللذين يمكنهما نقله، ولاحظوا أن المرض قد يشهد طفرة عندما يستقر متوسط الحرارة بين 20،7 و26،1 درجة مئوية، وبسبب الاحترار المناخي، قد تصبح بعض المناطق في إفريقيا الشرقية حارة جدا إلى درجة القضاء على المرض الطفيلي فيما قد تصبح مناطق أخرى فيها بالإضافة إلى جنوب إفريقيا ملاذا لليرقات، وبالتالي، قد يصاب 40 إلى 77 مليون شخص تقريبا بالمرض سنة 2090، بحسب الدراسة، وكانت هيئة أميركية معنية بالحفاظ على الحياة البرية قد حددت سنة 2008 عشرات الأمراض المميتة التي قد تنمو في مناطق معتدلة المناخ من خلال الذباب والطفيليات والمياه الملوثة، منها الملاريا والكوليرا والحمى الصفراء وكذلك مرض النوم. التغير المناخي يهدد النيل من جانب اخر قال خبراء ان من المرجح أن يؤدي التغير المناخي الى زيادة في متوسط سقوط الامطار بأحواض أنهار العالم الكبرى لكن انماط الطقس ستتقلب وربما تتغير مواعيد المواسم المطيرة مما يهدد الزراعة ومخزونات الغذاء، علاوة على ذلك من المتوقع أن تقل الامطار التي تسقط على أنهار افريقيا مثل نهر ليمبوبو في جنوب افريقيا ونهر النيل في شمالها ونهر فولتا في غرب افريقيا عن الكميات التي تسقط عليها حاليا مما سيضر بانتاج الغذاء ويذكي التوترات الدولية. بحسب رويترز. ولا تبشر افاق الزراعة المعتمدة على مياه الامطار بالخير في حوض نهر ليمبوبو الذي يغطي أجزاء من بوتسوانا وجنوب افريقيا وموزامبيق وزيمبابوي ويعيش به 14 مليون نسمة، وتتركز المخاوف بشأن اعالي النيل الازرق الذي يمر عبر اثيوبيا الى السودان ثم الى مصر حول تزايد التبخر الناتج عن زيادة درجات الحرارة العالمية بما بين درجتين وخمس درجات مئوية، وقال علماء من منظمة (تشالنج بروجرام اون ووتر اند فود) البحثية الزراعية العالمية ان البخر قد "يقلص توازن المياه بحوض النيل الازرق" مما يحتمل أن يضع القاهرة واديس ابابا على طرفي نقيض مجددا بشأن النهر الذي يمثل شريان الحياة لاقتصاد مصر، ونشر البحث الذي أجري على عشرة من أحواض انهار العالم الكبرى بما في ذلك مناطق كبيرة من امريكا الجنوبية واسيا قبل مؤتمر كبير عن التغير المناخي يعقد في دربان في وقت لاحق.