ذو الثدية أو المخدج وأثر مقتله على جيش علي رضي الله عنه
ظهرت روايات مختلفة في تحديد شخصية ذي الثدية, وهذه الرواية منها ما هو ضعيف الإسناد ومنها ما هو قوي,
وقد
جاء في الأحاديث النبوية أوصاف ذو الثدية، فمن ذلك أنه أسود البشرة،وفي
رواية حبشي, وأنه مخدج اليد،أي ناقص اليد, ويده صغيرة مجتمعة،فهي من
المنكب إلى العضد فقط, أي بدون ذراع, وفي نهاية عضده مثل حلمة الثدي
وعليها شعيرات بيض, وعضده ليست ثابتة, كأنها بلا عظم إذ إنها تدردر أي
تتحرك تذهب وتجئ،أما مخدج اليد, أو مودون اليد أو مثدون اليد، فكلها بمعنى
واحد وهو ناقص اليد,
كان علي رضي الله عنه يتحدث عن الخوارج منذ ابتداء
بدعتهم، وكثيرًا ما كان يتعرض إلى ذكر ذي الثدية،وأنه علامة هؤلاء، ويسرد
أوصافه, وبعد نهاية المعركة الحاسمة أمر علي رضي الله عنه أصحابه بالبحث
عن جثة المخدج، لأن وجودها من الأدلة على أن عليًا رضي الله عنه على حق
وصواب،
وبعد مدة من البحث مرت على عليّ وأصحابه وجد أمير المؤمنين علي
جماعة مكومة بعضها على بعض عند شفير النهر قال: أخرجوهم، فإذا المخدج
تحتهم جميعًا مما يلي الأرض، فكبر عليّ ثم قال: صدق الله، وبلغ رسوله وسجد
سجود الشكر, وكبر الناس حين رأوه واستبشروا.
أويس القرني رضي الله عنه
جاء في كتاب ( تاريخ الإسلام ) للذهبي:
قال
هشام الدّستوائيّ، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أسير بن جابر قال: كان
عمر إذا أتت عليه أمداد اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على
أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن؟ قال:
نعم، قال: كان بك برص فبرأت منه غلاّ موضع درهم؟ قال: نعم، قال: ألك
والدة؟ قال: نعم،
فقال: سمعت رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول:ـ "
يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثمّ من قرن، كان به
برص فبرا منه إلاّ موضع درهم، له والدة هو بها برّ، لو أقسم على الله
لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " فاستغفر لي، فاستغفر له،
ثمّ قال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصوا بك خيراً؟
فقال:
لأن أكون في غبراء النّاس أحب إليّ، فلمّا كان في العام المقبل حجّ رجل من
أشرافهم، فسأله عمر عن أويس، كيف تركته؟ قال: رثّ البيت قليل المتاع، قال
عمر: سمعت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول: " يأتي عليكم أويس مع أمداد
اليمن، كان به برص فبرأ منه إلاّ موضع درهم، له والدة هو بها برّ، لو أقسم
على الله لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " فلمّا قدم الرجل أتى
أويساً فقال: استغفر لي، قال: أنت أحدث عهداً بسفر صالح فاستغفر لي، وقال:
لقيت عمر بن الخطّاب؟ قال: نعم، قال: فاستغفر له، قال ففطن له النّاس،
فانطلق على وجهه.
قال أسير بن جابر: فكسوته برداً، فكان إذا رآه إنسان قال: من أين لأويس هذا. رواه مسلم بطوله.
وقال
شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لمّا كان يوم
صفّين، نادى مناد من أصحاب معاوية أصحاب عليّ: " أفيكم أويس القرنيّ "؟
قالوا: نعم، فضرب دابّته حتى دخل معهم، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: ـ"خير التّابعين أويس القرنيّ "
هام : وجود عمار
رضي الله عنه في جيش علي وقتله على يد جنود معاوية ، بالإضافة إلى وجود
المخدج في قتلى الخوارج بالنهروان ، بالاضافة إلى وجود الصحابي الجليل
أويس القرني في جيش الإمام علي يدل بما لايدع مجالا للشك بأن الحق كان
يمضي في ركاب علي رضي الله عنه.