بلطجى بولاق الدكرور.. خبرة ١٥ عاماً والتخصص: تحرش.. ضرب.. عاهات
كاتب الموضوع
رسالة
baskota المشــــــــرف العام
البلد :
الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1694
21/11/1991
10/06/2010
33
موضوع: بلطجى بولاق الدكرور.. خبرة ١٥ عاماً والتخصص: تحرش.. ضرب.. عاهات الثلاثاء ديسمبر 07 2010, 21:47
وسط مئات الحاضرين انحشر «مصطفى» الذى تجاوز الثلاثين من عمره ببضعة أعوام، يتسابق بالتحدث إلى كل من يقترب من المكان، ملابسه الضيقة التى أظهرت عضلاته المفتولة وضخامة جسمه وصوته «الأجش» وأسلوبه الفظ فى التحدث يجبرك على الوقوف والتحدث معه، دقائق معدودة يخبرك مصطفى بضرورة الإدلاء بصوتك إلى أحد المرشحين بالدائرة إذ إن ذلك سيعود بالنفع عليك على حد قوله.
تعللك بأى حجة للإفلات منه لن يجدى لأنه لن يتركك إلا بعد التأكد من إدلائك بصوتك لمرشحه وإلا ستنال عقابك. مهنته جاءت وليدة صدفة، فهو حاصل على دبلوم التجارة، وعمل لمدة عامين فى محل للأدوات الصحية فى العتبة مقابل ١٥٠ جنيهاً، وفى يوم ما أثناء غلقه المحل هاجمه عدد من الأشخاص لمحاولة سرقة المحل إلا أنه تصدى لهم، فنصحه أحد زملائه بترك عمله الذى لا يعود عليه بشىء واستغلال قوة بنيانه والعمل «فتوة» لصالح الآخرين، ومن وقتها تحول مصطفى إلى «بلطجى» لا تهتز مشاعره بإصابة الآخرين .
ورغم أسلوب البلطجة الذى يتبعه مع الأهالى ليس فى أوقات الانتخابات فقط وإنما أيضاً على مدار السنة فإنه يرى أنها مهنته التى ينفق منها على أبنائه الأربعة ولا يعرف غيرها، ويعتبر مصطفى الانتخابات البرلمانية «موسماً» عليه أن يستغله على أكمل وجه، فهو ينتظره كل دورة بفارغ الصبر لأنه يتحصل على الآلاف من الجنيهات، فالمرشحون يعرفونه بالاسم ويطلبون مساعدته كل دورة لمساندتهم، فهو على حد قوله «مفيش بلطجى فى مصر زيه» لأن لديه خبرة ١٥ سنة، وخطة وأساليب يستطيع من خلالها ضمان النجاح للمرشح التابع له. هنا.. فى بولاق الدكرور بالجيزة، وقف مصطفى مستنداً بظهره إلى أحد الجدران المتهالكة، يتابع بحذر الداخل والخارج من اللجان بعد أن اتفق مع أحد المرشحين على الحصول على ٨٠٠ صوت لصالحه، الصوت الواحد يتقاضى مقابله ٥٠ جنيهاً ليصل إجمالى الأصوات إلى ٤٠ ألف جنيه فى المتوسط.
«الهتاف.. السب والقذف.. التعدى بالضرب.. إحداث عاهة مستديمة.. التحرش.. هتك العرض» أساليب يتبعها مصطفى أثناء مباشرة عمله فى الدوائر المختلفة، فالهتاف لصالح المرشح والسب والقذف ضد المرشح الآخر أبسط الوسائل الدعائية للمرشح ولا يميل إليها لانه يتقاضى مقابلها ١٠ جنيهات فى الساعة الواحدة وذلك لا يحتاج إلى القوة البدنية، ويقوم بالهتاف للمرشح قبل بداية الانتخابات أما سب وقذف المرشح الآخر ومناصريه فتكون يوم الترشيح، وعن التعدى بالضرب وإحداث عاهة مستديمة قال مصطفى «الضرب بيحصل يوم الانتخابات، واليوم ده لازم أكون محضره كويس، أهم شىء أحضر الناس ويكون معايا أربعة تبعى بوزعهم فى الشارع، ولازم يكون معايا سلاح أبيض، وأخفيه فى جيوبى علشان الشرطة».
خبرته فى البلطجة جعلته يتعرف على الناس بسهولة خاصة أنه يرفض العمل فى المناطق الراقية، ويحبذ البلطجة فى المناطق الشعبية، ويحكى مصطفى لحظة وصوله الدائرة الانتخابية قائلا: «أحب أروح المناطق الشعبية لأن ناسها غلابة وفقرا أما المناطق الراقية محميين بـ«البوليس»، التركيز أهم حاجة عندى فعينى رايحة جاية على الناس اللى جاية تنتخب، والغلبان يبان عليه من لبسه، أول ما أشوفه أجرى عليه واسأله هتنتخب مين، لو قالى هينتخب المرشح اللى تبعى يبقى خير وبركة، لكن لو انتخب الخصم أبدأ أعرض عليه ٢٠ جنيه ومسيبوش لغاية ما أتأكد إنه إدى صوته للمرشح، إنما لو كان اللى هينتخب متعلم وحاول يماطل معايا ويزود الفلوس بيشوف الوش التانى، أبدأ أقوله لو عاوز تروح لعيالك اسمع كلامى لأنك مش هتخرج من هنا قبل ما ترشح اللى أنا عاوزه، ومعظم الناس أول ما تشوف شكلى بتكش علطول وتسمع الكلام».
أضاف مصطفى: «الضرب والتحرش أغلى حاجتين فى الانتخابات لأنى بتحاسب فيها على الفرد الواحد، ويبدأ أجرى من ٥٠٠ جنيه وممكن يوصل إلى ٤٠ ألف جنيه حسب الخناقة والإصابات، وأنا اللى بتحكم فى الدايرة فممكن تكون الدايرة هادية وهيعدى اليوم من غير إصابات وفى صالح المرشح الخصم، وقتها المرشح اللى معايا يدينى «إشارة» بدء البلطجة قبل قفل اللجنة بـ٤ ساعات، ولحظتها أبدأ أضرب فى كل الموجودين فى الشارع خاصة أنصار المرشح الخصم وبمساعدة الناس اللى معايا، وعلشان الطين يزداد بلة وينفض المولد البنات والستات تبع الخصم يتعرضوا للتحرش علشان يحرموا ييجوا تانى فى الإعادة، والناس تتكلم على اللى حصل فى الدايرة».
تواجد «مصطفى» أمس فى لجنة بولاق الدكرور، قد تكون رأيته دون أن تعرفه، لكنه سيتواجد دائما، فدخوله قسم البوليس لا يمثل له مشكلة، فهو اعتاد على دخوله لبضعة أيام ثم يعاود مرة أخرى عمله الذى اعتاده طالما يجد «المستأجر الذى يموله بآلاف الجنيهات».