موضوع: المفرش الزهري الإثنين أكتوبر 03 2011, 09:45
يمسك بآخر كسرة خبز بالبيت ..يبحث فى أمل ...فى يأس ..عله يجد شيئا آخر يأكلانه .. يعود الى حيث تجلس اخته ..تطل من عينيه خيبة الامل .. يتقاسم معها كسرة الخبز...يؤلمه شحوب وجهها تنطق ملامحها بالاعياء ..يتوسل اليها الا تمرض فلا يملكان رفاهية شراء دواء ..يشتد هزيم الرعد فيلتصقان ببعضهما يرتجفان ...يندسان تحت الدثار الممزق عله يبعث فى الجسد بعض الدفء ... يحاول ان يتظاهر بالشجاعة امام اخته الصغرى الا انه يفشل فما من شجاع تصطك اسنانه ..تغفو الصغيرة الى جواره ....يهتف فى لوعة من بين دموعه المنهمرة ..ابى ..امى.. لم تركتمانى ؟؟ يمر اليوم التالى بطيئا لم يعد بالبيت طعام ..لا يملك نقود ..يرنو الى الشمس ارجوك ان تسقطى اليوم باكرا ...ينهش الجوع احشائهما ..تلتمع فى الاعين الذابلة دموع الفقر واليتم ..يحاول ان يتكلم يختنق صوته فى نشيج حار .. فجأة يسمع دقات خفيفة على الباب ينتفض مذعورا .. يستجمع شجاعته بصعوبة بالغة ..يتظاهر برباطة الجأش .. ..يفتح الباب ..لا احد ..ينظر يمنة ويسارا.. لا أحد .. ويهم بالدخول ...وقبل ان يغلق الباب يبصر على الارض صينية مغطاة بمفرش زهرى .. تتملكه الدهشة .. يحمل الصينية بيديه الواهنتين ويدلف الى الداخل .. يضعها على الارض ...يرفع المفرش يحملق مشدوها ...ارز ..دجاجة ..بازلاء و......فاكهة غريبة ... لم يدر ما كنهها ...والى جوار اطباق الطعام مظروف ازرق.. يفتحه ..يجد بداخله نقودا ... لم يفكر الطفلان فى شئ سوى الدجاجة المسجاة امامهما ...يسيل لعابه ..يمد يده ليأكل ..تمنعه اخته انتظر.. تحضر طبقا فارغا تضع به قليل من الطعام وترفع الباقى بعيدا ..ينظر اليها بغضب .. ترد بلهجة حاسمة ...هذا طعام الايام القادمة تقتسم ما بالطبق مع اخيها ....يتلذذان بطعم الفاكهة الغريبة .. تمضى الايام وتتوالى الدقات تنبئ بوصول الصينية المحملة بالطعام الشهى ومظروف النقود واليوم هناك رسالة .. اتركا لى المفتاح حتى ارتب لكما غرفتكما واغسل ملابسكما تهتف اخته فى جزع لا لن نترك مفتاح الغرفة سيسرقونها !! يجول اخيها ببصره فى الغرفة .. وينظر الى اخته يبتسم فى سخرية ..ليتهم يفعلون .. يتضاحك الاخوان .. يترك الفتى مفتاح الغرفة على الصينية ويضعها امام الباب ويخرج مع اخته يتظاهران بالذهاب الى المدرسة ولكنهما يختبئان ..يراقبان الطريق يقتلهما الفضول لمعرفة الشخص الغامض الذى رق لحالهما ..رأوها تتسلل فى خفة الى بيتهما ...انها جارتهم العانس ..الآنسة جميلة ... تقطن بالمنزل المقابل لهما ..فتاة ميسورة الحال ترك لها والدها بيتا ملكا وبعض الاملاك تعيش من ريعها ولكنها كانت دميمة جدا اقرب الى المسخ ولم تغرى نقودها احدا للزواج بها ..كانت تعرف انها دميمة فإعتزلت الناس حتى لا يفزعوا من منظرها ... هتف الاثنان فى صوت واحد ما اجملها !! كبر اليتيمان وأنهيا دراستهما وتكفلت الآنسة جميلة بتجهيز الفتاة حين زواجها .. وفى يوم العرس ترنو العروس الجميلة الى الشرفة المقابلة لمنزلها تبصر شبحا بالنافذة .. ترمقه بعينين شاكرتين .. ترحل الى بيتها الجديد ويلتحق اخوها بالعمل فى بلدة اخرى ..وتأخذهما دوامة الحياة فتنسيهما الآنسة جميلة .. مرت الايام ..تعصف بالآنسة جميلة وحدتها ..هرم الجسد ..نهشته الامراض ....باعت املاكها .. نفدت نقودها ..تتعفف السؤال تنزوى فى ركن بغرفتها يعضها الجوع ....اسقط فى يدها ماذا تفعل.. ترسل بصرها الى السماء .. دقات خفيفة بالباب تقوم من مكانها واهنة..وما ان فتحت حتى فغرت فاها ..وهتفت جزلة ..يا الهى.. وجدت صينية موضوعة على الار ض ..مغطاة بمفرش زهرى..ومظروف ازرق به نقود