صالات الجيم.. عضلات فى خدمة الانتخابات : «إسلام» تعاقد مع مرشحى الوطنى

21/11/1991

إسلام السيد شاب فى الخامسة والعشرين من عمره، يعرفه أهالى منطقة تقسيم عمرو بن العاص فى شارع الملكة جيداً، يدير إسلام «سوبر ماركت» صغيراً يشترى منه أهالى المنطقة احتياجاتهم، وسيرته بينهم حسنة، وفى الوقت نفسه يمارس إسلام رياضة رفع الأثقال، واعتاد المواظبة على تمارينها فى واحدة من صالات «الجيم» المنتشرة فى أزقة بولاق الدكرور وشارع الملكة.

لا يحتاج إسلام لأكثر من ساعتين يومياً لتربية عضلاته التى تعطيه مظهراً جيداً، ودورها كما يوضح «الجسم الجيد»، «لا أستخدم عضلاتى ضد أى أحد، والناس كلها صحابى وماليش عداوة مع أحد»، لكن عضلات إسلام ظهرت لها فوائد أخرى، فمنذ إجراء انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى، وكابتن الصالة التى تجاور «السوبر ماركت» الذى يعمل فيه يتعاقد على مهمة «حراسة خاصة»، فمرشحو الحزب الوطنى يتعاقدون بانتظام مع الكابتن رضا صاحب الجيم، لتوريد بلطجية مفتولى العضلات، لكن إسلام يرفض هذه التسمية، ويعتبر أن دوره هو تقديم خدمة الحراسة الخاصة لمرشحى الحزب الوطنى. تفاصيل المهمة التى تدر على إسلام و٦ من زملائه دخلا موسميا لا بأس به، يقول عنها زميله «أوشة»، أو عصام كما تظهر بطاقته الشخصية: «نقف أمام اللجان ونحيط بمرشحى الحزب الوطنى ونؤمن دخول أنصاره للجان، ولا نتدخل إلا وقت اللزوم».

ويضيف عصام الحاصل على دبلوم صنايع ويبحث عن عمل «مش شايف حاجة غلط على اللى بنعمله، وأنا عمرى ما مديت إيدى على حد، واحنا بنحمى الناخبين»، معتبراً أنه لا تعارض بين ما يفعله ومهمة رجال الشرطة.

لا يعرف إسلام وأوشة وكابتنهما رضا الفرق بين مرشحى الحزب الوطنى وغيرهم، ولم يقابلوا أحد منهم فى حياتهم، فجميع التعاقدات تتم من خلال سماسرة معروفون فى بولاق ويظهرون فى مواسم الانتخابات، ويرفض إسلام الكشف عن المبالغ التى يحصل عليها.

لا يحب شباب «الجيم» الخوض فى السياسة، فعلاقة عصام بالعمل السياسى تقتصر على أيام الانتخابات، لأن قائمة المهام المطلوبة منهم التعرف على منافسى الحزب الوطنى من باقى الاتجاهات، خاصة أحزاب المعارضة».

قبل نهاية المقابلة كشف إسلام عن تطور مهم فى عمل السماسرة الذين يؤجرون شباب «الجيم»، تساءل إسلام ببراءة «هل سيكون فى انتخابات الإعادة فى المنصورة إخوان أو معارضة (أجبته) لا المعارضة منسحبة»، وقبل أن أكمل السؤال قال «أنا رايح المنصورة فى الإعادة.. حراسة خاصة برضه».

04/03/1994

شكرا

21/11/1991