السبانخ، ويسمى علمياً بـ (سبيناسيا أوليراسيا Spinacia Oleracea)، هو من الخضراوات الورقية المشهورة والمعروفة عند العرب وهم أول من اكتشف قيمتها الغذائية وفوائدها الطبية، حيث تعتبر بلاد فارس الموطن الأصلي للسبانخ ومن ثم انتشر إلى اسبانيا مع فتح الأندلس.
وبعض الدول تستخدم السبانخ في أعيادها كأعياد النيروز في أفغانستان فإن سكان كابول يتناولونها مع الأرز وذلك تفاؤلا بأن العام الجديد سيكون خصبا، وأيضا في النمسا هناك عيد يسمى عيد السبانخ يتم سنويا تقديم فطائر بأشكال متنوعة تدخل السبانخ في إعدادها.
وإذا كانت بعض الدول تستخدمها في أعيادها كما في النمسا وأفغانستان فإنه في منطقة دارفور في السودان لا يجد كثير من اللاجئين الهاربين من الحرب سوى حشائش السبانخ التي تنمو بريا هناك للتغذية عليها وسد رمقهم وذلك حسب وصف جينرباجونيس (المفوضية السامية للأمم المتحدة).
وعن القيمة الغذائية للسبانخ، تقول شاهيناز شاكر القحطاني أخصائية التغذية بمستشفى الملك فهد العام بجدة إن السبانخ يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة للصحة العامة كالحديد، الكالسيوم، المغانسيوم، المنغنيز إضافة إلى فيتامينA,B,C وبيتاكاروتين وحمض الفوليك، ويحتوي أيضا على الحمض الأميني الهستدين وعلى العديد من العناصر الغذائية التي تلعب دورا مهما كمضادات للأكسدة.
وتنصح كل من يعاني من أمراض الكبد والروماتيزم، والرمال والحصى في المسالك البولية بعدم تناول السبانخ أو التقليل من الكميات المتناولة منه، لكونه يحتوي على أوكسالات الكالسيوم التي تدخل في تركيب حصى المسالك البولية.
ومن الفوائد العديدة للسبانخ، تذكر الأخصائية شاهيناز ما يلي:
ـ يساعد على التئام الجروح في وقت قصير جداً.
ـ يقوم ببناء أنسجة الجسم.
ـ يحافظ على صحة وسلامة العين، ويمنع التدهور المرتبط بحدوث تلف في الشبكية بسبب الشيخوخة والتقدم بالعمر.
ـ يقي بصفة عامة من الإصابة بأمراض القلب وسرطان القولون.
ـ يعمل على خفض نسبة الدهون والكوليسترول في الدم.
ـ يقي من الإصابة بالإمساك لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف.
ـ يساعد في تخفيض ضغط الدم المرتفع لاحتوائه على أملاح الكالسيوم، الماغنسيوم والبوتاسيوم.
ـ يقلل من خطر إصابة السيدات الحوامل بحالات التشنج الحملي لاحتوائه على عنصر الماغنسيوم، كما يقي من حالات تسمم الحمل بنسبة 58% ويخفض خطر الوفيات الناتجة عنه بنسبة 45%.
ـ يقي من أمراض السكري لاحتوائه على عنصر الماغنسيوم الذي له تأثير على هرمون الأنسولين وزيادة فعاليته في تنظيم مستوى السكر في الدم.
ـ يحافظ على الخلايا بصورتها الطبيعية ويمنع من تحولها لخلايا سرطانية وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الحمض الأميني، الهستدين.
ـ يقي من الإصابة بسرطان الرئة لاحتوائه على بيتا كاروتينات.
ـ يخفض فرص الإصابة بالإمراض العصبية بنسبة 70%. ـ يحافظ على قوة الدم في الجسم لاحتوائه على نسبة عالية من عنصر الحديد.
ـ يؤخر ظهور علامات الشيخوخة لاحتوائه على مادة مضادة للأكسدة (الوتين).
ـ مفيد في حالات النقاهة للأطفال الذين يعانون من التوتر العصبي والحاجة إلى التركيز في الامتحانات.
وعن استخدامات السبانخ والطرق المتعددة للاستفادة منه، تقول الأخصائية شاهيناز القحطاني: إن التغذية على السبانخ قد تكون بأشكال مختلفة فقد تؤكل أوراقه طازجة أو على شكل عصير أو أن تضاف إلى السلطة أو مطبوخة أو تدخل في صناعة الفطائر، حيث تفرك بدلا من أن تسلق وقد يضاف إليها بعض التوابل كالجوز والكسبرة وتعتبر هامة جدا للأطفال.
كما يتم استخدام السبانخ في عمل أقنعة طبيعية للجلد، حيث تستخدم 8 ـ9 أوراق من السبانخ مع 285 مللترا من اللبن ويسخنان معا لمدة 3 دقائق ثم توضع أوراق السبانخ الدافئة على البشرة والعنق لمدة ساعة ثم تُزال بعد ذلك ويُغسل الوجه بلبن الأوراق ويجفف.
علاوة على كل هذه الاستخدامات للسبانخ فهناك استخدامات أكثر إدهاشا ربما سيكون لها دور فعال في القريب العاجل وستقدم ثورات طبية وتكنولوجية، بحسب ما توضحه أخصائية التغذية بمستشفى الملك فهد العام بجدة منيرة محمد راشد الحربي من أن أبحاثاً واعدة تجرى حاليا في وزارة الطاقة الأميركية بالتعاون مع جامعة جنوب كاليفورنيا في محاولة لاستخدام بروتين السبانخ لإعادة البصر إلى بعض المكفوفين عن طريق استبدال خلايا العين الميتة ببروتين موجود في السبانخ. وتضيف أن هناك أيضا محاولات تُجرى لإنتاج خلية شمسية من السبانخ على شكل شطيرة تستخدم لإمداد الهواتف المحمولة وأجهزة الكومبيوتر بالطاقة من كلوروفيل السبانخ، حيث يستفاد من قدرة نبات السبانخ في توظيف أشعة الشمس لإنتاج الطاقة. وعن تحديد القيمة الغذائية للسبانخ، تقول أخصائية التغذية منيرة محمد راشد الحربي: الجدول التالي يعطي نظرة تفصيلية لمحتويات السبانخ من العناصر غذائية الهامة (معادن ـ فيتامينات ـ أحماض أمينية)